قـصـة رعـب كويـتـيـة

السلام عليكم

اسمي ( رائــد ) .. هل تعرفونني ؟ .. لا اعتقد .. انني انسان وحيد الى حد مروع اعيش بلا اهل او اصدقاء و اعظم مخاوفي انني لو اختفيت من على وجه الارض فلن ينتبه احد لذلك أو حتى يسأل عن سبب اختفائي .. و ربما اقسى آلامي هو معرفتي ان كلامي هذا صحيح الى حد كبير ..، أذهب الى العمل يوميا و اعود الى شقتي حيث تنتظرني طاولة طعام تحوي كرسيا واحدا و قفص زجاجي صغير يحوي "سلحفاة" برمائية تجسد عالم العزلة و الوحدة الذين اعيشهما ..حياة روتينية جامدة اهم ملامحها الصمت فلا يكسرها الا صحبة جهاز التلفزيون .. هذه هي حياتي باختصار شديد فكل يوم يشبه اليوم الذي يليه!! و لا اتمنى سوى ان اتذوق ذلك الاكسير السحري .. الحب!! .. نعم اتمنى ان اتذوق طعم الحب فهذا هو الحلم الوحيد الذي اعيش من اجله .. المشكلة انني انسان خجول جدا لا املك جرأة الشباب في التقرب الى اي فتاة .

ظللت سنوات طويلة على هذا الحال الى ان جاءت تلك الحادثة التي غيرت مجرى حياتي ..؟ كيـــف ؟ تابعوا معي.

كنت مستيقظا في وقت متأخر من ليلة الاربعاء اشاهد قناة الافلام عندما أردت الاتصال باحد مطاعم الوجبات السريعه لطلب وجبة العشاء!! رفعت سماعة الهاتف و اذا بصوت انثوي رقيق جدا ..و : - اهلا .. من انت ؟
رددت باستغراب: - انا لم اتصل بك يا سيدتي !!! لقد رفعت سماعه الهاتف و اذا بك على الجانب الاخر!!.غمغم الصوت الانثوي بدهشة :- لا افهم كيف حدث هذا؟؟ لقد وجدتك فجأة على خط الهاتف!!
تنهدت و قلت بأدب:- لا عليك.. انا اعتذر عموما ان كنت قد سببت لك اي ازعاج..!
رد الصوت بحماس رقيق:- لا عليك .. لا تعتذر.. انا.. كنت.. كنت اتمنى ان تحدث صدفة كهذه.!
سألتها باستغراب شديد :- لماذا؟؟؟!!
ردت بصوت حزين :- انني اعاني وحدة شديدة .. و اشعر ان القدر قادني اليك..!

صعقت لهذا القول أو ربما لهذا الغزل..!! هل هذا غزل؟!! ..لا.. لا اعتقد يبدو لي و كأن الفتاة تحتاج الى احد!! طرحت تلك التساؤلات خلفي بعد ان وجدت نفسي انجذب لا شعوريا لتبادل اطراف الحديث معها فكل رجل في العالم يأمل ان يحصل على فرصة كهذه.. ان يتعرف على فتاة عبر الهاتف عن طريق الصدفة!! حيث يصور لك خيالك انها فتاة احلام كل رجل و ملكة جمال الاكوان.. جميعنا نشعر بذات الشعور حين نسمع صوتا رقيقا عبر الهاتف!! كان صوتها دافئا حزينا لسبب لم افهمه.

تحدثنا عن امور كثيرة و لم ننتبه الا بعد انقضاء ساعه كاملة من الحديث و عرغت منها ان اسمها (سلمى) و انها موظفة في احدى شركات القطاع الخاص و انها.. وحيدة!! ..مثلي تماما!! اذ توفي والديها في حادث سيارة منذ شهرين و لازالت تعاني آلام نفسية لا حصر لها و لا يوجد لها اقارب او اي احد يهتم لامرها!! .. انها نسخة انثوية مني ان صح التعبير!!

انهينا المكالمة على وعد ان تتصل بي غدا بعد عودتي من العمل.. و كان ما تمنيته بالفعل!! فقد اتصلت بي في اليوم التالي في الساعه الثامنة مساء .. من النادر جدا ان يرن هاتف شقتي من النادر جدا!! لذا فصوت رنين الهاتف عندي هو امر غير مألوف اطلاقا.. تحدثنا قرابة الساعتين هذه المرة كان حديثا دافئا عذبا خاصة و انني كنت متدثرا تحت اللحاف.. و ضوء الشمعه الرقيق في غرفتي مع موسيقى حالمة يعطيان هذه المكالمة سحرا لا يوصف!! لم يكن من العسير ان اع في حب هذه الفتاة بل ان اراها لم يكن الامر عسيرا على الاطلاق فأنا اعيش حياة احتاج فيها الى شريك.. الى حب.. الى لمسة انثوية..لذا لم اتردد اطلاقا في الافصاح عن مشاعري..
- سلمى.. انا.. انا احبك!!..
لم يبد عليها الاستغراب كوني افصح عن حبي لها و انا لم ارها من قبل و كونها تتحدث معي للمرة الثانية فقط!! بل فوجئت بها و هي تقول بصوت حزين: - و انا..و انا احبك ايضا يا حبيبي! كنت اخجل من الاعتراف خوفا الا تصدقني كونها المرة الثانية فقط التي نتحدث فيها !!.

قلت لها بانفعال شديد :
-حبيبتي.. انت اهم ما حدث لي في حياتي.. اعلم اني قد ابدو غبيا و متسرعا عندما اقول هذا الكلام ..لكني..لكني لا استطيع ان اكتم مشاعري.. انا احبك.. احبك.. ربما ستقولين ان نمط حياتي يجعلتي افقد اتزاني لاقع في غرام اول فتاة اتحدث اليها عبر الهاتف لكني احبك بالفعل..انني اعيش حاليا اجمل لحظات حياتي معك..لقد اعطيت لحياتي معنى يا(سلمى) ..انا احبك.. احبك يا حبيبتي..و..!!
شعرت انها تبكي..او.. تنتحب.. فقلت لها بحنان:
-حبيبتي ..اريد ان اراك الآن..ارجوك.. فلنلتق الآن.. اريد ان تكون يدي هي التي تمسح دموعك يا حبيبتي!!
شعرت و كانها استفاقت من حلم جميل!!..فقد اتخذ صوتها فجاة بعض الجدية و هي تقول بحزم يشوبه الكثير من الحزن:
-لا استطيع!!! ارجوك اغفر لي..! ارجوك..
ثم.. غرقت في بكاء شديد!! فقلت لها بلوعة:
-لماذا يا حبيبتي؟! اقسم بانني ساجعلك اسعد فتاة في العالم..ساكون الى جانبك طوال الوقت.. ساكون..

قاطعتني و هي تبكي:- سامحني يا حبيبي.. ارجوك سامحني.. ارجوك ان تنساني.. لن اتصل بك بعد الآن!!
ثم اقفلت الخط فجأة دون ان تنتظر ردة فعلي.. هكذا بكل بساطة!!.. نهضت من مكاني ملسوعا و شعرت بلوعة تأكل قلبي ..هل تعرف ذلك الشعور باللوعة ؟؟!! عندما تنتهي علاقتك مع حبيبتك فجاة دون سبب و دون ان تتمكن من اتخاذ أي رد فعل!! انني حتى لا اعرف رقم هاتفها و لا اعرف عنها أي شي سوى اسمها الاول.. مهلا!! .. انا اعرف مكان عملها .. لقد اخبرتني بانها تعمل في واحدة من شركات القطاع الخاص و اخبرتني باسم الشركة.. ساتصل بالشركة في الصباح الباكر لاسأل عنها .

مرت الساعات ثقيلة مملة عجزت فيها عن النوم تماما و انا انتظر و انتظر حتى جاء الموعد المنتظر ..رفعت سماعه الهاتف في تمام السابعه و .. خط الهاتف مقطوع.. اللعنة!! .. ماهذا الحظ ؟؟! اتصل بالهاتف النقال؟! .. لا .. سآخذ اجازة عارضة من عملي لاذهب الى الشركة بنفسي و اسال عن حبيبتي (سلمى) .. سأفعل المستحيل للعثور عليها..

كنت متوترا طوال الطريق.. و لا اعرف حتى الآن كيف وصلت الى مقر الشركة لاذهب مسرعا الى ادارة شؤون الموظفين ..حيث طلبت من احد الموظفين بعد ان رجوته التحدث على انفراد ان يخبرني بالاسم الثلاثي ل(سلمى) و بمكان عملها في الشركة.. لم اتوق اطلاقا ان يحدث ما حدث .. كان امرا رهيبا الى حد لا يطاق.. فقد قال الموظف باستغراب:
-لا اعرف كيف اقول لك هذا.. ولكن.. توجد لدينا فتاة واحدة تحمل اسم (سلمى).. وقد.. و قد توفيت منذ فترة..

لم اشعر في حياتي بصدمة كتلك التي شعرت بها عند سماعي لهذا الكلام!! ..هذا مستحيل..مستحيل!! و امام نظراتي المذعورة.. سألني بتوتر:
- ربما كنت مخطئا في الاسم ..او حتى في وجهة العمل!!
انتفضت بقوة عند هذا الكلام..فعلا..ربما لم تخبرني باسمها الحقيقي ..ربما لم تخبرني حتى بمكان عملها الحقيقي..ولكن.. كل شئ في كلامها كان يوحي بالصدق!!
خرجت من مقر الشركة و انا احمل هموم الدنيا كلها على كتفي لقد بثت فيني هذه الفتاة امل في الحياة ثم و بكل بساطة سلبت مني هذا الامل مرة اخرى!!
كنت في طريقي الى البيت و دموعي تملأ عيني لقد كان اسمها و مقر عملها هو كل ما اعرفه عنها فلو كانت تلك المعلومات غير صحيحة فهذا يعني استحالة الوصول اليها.. غرقت في تلك التساؤلات قبل ان اتذكر خط الهاتف المقطوع في شقتي..يجب اعادته الى العمل..مسحت دموعي و قمت بالاتصال من هاتفي النقال بوزارة المواصلات لاصلاح الخط.. و.. عندها فقط عرفت.. عندها فقط عرفت ان قصتي مخيفة!! مخيفة بحق و تحوي بعدا لا يعرفه الكثير من الناس.. بعدا ميتافيزيقيا!! فقد اخبرني موظف الطوارئ ان هناك خلا فنيا اصاب المقسم منذ ثلاثة ايام انقطعت على اثره الخطوط في جميع انحاء المنطقة!! بدأت اتذكر شيئا فشيئا.. انا لم استخدم هاتف الشقة او اتلقى أي اتصالات الا من (سلمى) خلال الايام الثلاث الماضية!! كيف حادثتها عبر الهاتف رغم الخط المقطوع؟؟ هل كنت اتحاور مع... مع شبح! ارتجفت من هول الفكرة و استدرت عائدا كالمجنون الى الشركة و هناك سألتهم عن كل ما يخص الفتاة التي توفيت فتأكدت انها هي نفسها حبيبتي..هي نفسها (سلمى) فقد لقيت مصرعها منذ حوالي الشهرين في حادث سيارة مع والديها!! انها هي دون شك..ياالهي.. لقد كنت اتحدث مع شبح طوال تلك الفترة..لهذا رفضت ان تراني..لهذا رفضت الاستمرار في هذه العلاقة..لقد شعرت بأنها تجاوزت خطوطا حمراء لا يحق لها تجاوزها عندما كلمتني..لاشك انها وجدت وسيلة غير معروفة للاتصال بي عبر الاثير من خلال الهاتف رغم انقطاع الخط!! و مع شعورها بالوحدة في (عالمها) وقعت في حبي!!! تماما كما وقعت انا في حبها..لكنها افاقت و تذكرت انها "ميتة"!! و عرفت ان حبنا مستحيل لا مستقبل له اطلاقا! فآثرت الابتعاد ،، و تركتني لتعود الى عالمها. .عالم الاشباح او عالم الارواح!! لا اعرف الفارق بينهما و لا يهمني ان اعرف !! المهم انها تركتني وحيدا في عالم الواقع الذي اعيشه وحيدا.. حزينا.. يائسا!!

لا تنسون الردود

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة

يعطيك العافية اخوي على هذي القصة المرعبة و اتمنى لك التقدم في المنتدى

شكرا ,,, اخوك bo_jasim

الله يعافيك و مشكور على مشاركتك بالموضوع

زائر

مشكووووووووووووووووووووووووور اخخوي قصة ما فهمت منها شي geek

مشكوووووووووووووووووووووووووووور اخوي بس للاسف الخط صغير وماينغهم منها شي

لوووووول حتى انا ما فهمت شي منها Razz

و سوري الخط صغير

زائر

خخخخخخخخخخخخخخخخخخخ لوووووووووووووووووووووووول

مشكوووووووووور اخوي على القصة الرائعة وانا عدلت الخط واللون عشان يصير احسن واعذرني لأني ما خذيت موافقتك

اخوك:كويتي فلللته

لا عادي و العفو Razz

والله القصه تبجي بس صج مرعبه

تسلم ع القصه كنت شوي وابجي Crying or Very sad

مشكور اخوي على القصة المرعبة